أنا الدمشقي

قياسي

أنا الدمشقي في شوقٍ وفي –
لهفٍ لدار أميّة أرجو لها الرُّهفِ
هي قبلةٌ صلّى لها غزلي –
كما صلّى ثناي لقبلة العُرفِ
كذا وهجٌ في الأرض ساطعةٌ –
فلا قمر بدر السما ضوؤه يفِ
إني أحنّها وهي تحيط بي –
كيف البعيد بغربةٍ لم يذرفِ
واشتقتها وانا رضيع حبّها –
لمّا كبرت كيف لي أن أكتفي
ألغير سٓكنِ الطفولةِ نرجو صبابةً –
والعشق في وردها ليس بالقُطفِ
حين ابتكرنا الزّهر بالألوان ملتبسا –
درجنا الأبيض بالياسمين في التُّحفِ
وقلنا معاذ الله تتّسخِ فالأهلُ –
أهلُ المكارم وقمّة الشّرف
جار الزمان عليها بخُلسة بغتةٍ – 
حتى رأيت الأهل معرضين الأجنفِ
ورأيت عُرباً في الخصام توحّدوا –
في قتل شعبٍ على الزمان مُرفرفِ
ليت اتحادٌ فيه منفعةٌ –
قُبحتم من عربٍ لخير المسلف
فلا القدس عادت ولا العراق – 
عراقاً ولبنانٌ يداوي جُرح التعسُّفِ
أين الذين إذا انحتهمُ الشدة –
كانوا أشد العصف المُتعصّفِ
واذا الخطوب دقّت ببابهم –
لبسوا المعارك لِبسهم للمعطفِ
مآذن الشام تبكي إذ تُعاتبنا –
وأجراس الكنيسة صوتها في متلفِ
والياسمين يبكي بحرقةٍ –
فكان الدمع ملؤ الدم لم ينزف
أين الذي قال ناج جُلّق –
يأتي يرى الحال المتأسّفِ
أو ذاك الذي كتب العروبة أرملة –
قد ضاجعوها في تهمة التّعجرُفِ
فإذا توارى البعد في طياتها –
ناجها شاعرٌ مدّعي التعفُّفِ
دمشق صبراً على البلوى فكم –
نزلت بك سيول الغدر ولم تُجرفِ

ما لهذه العقولِ …..

قياسي
– ما لهذه العقولِ أصبحت شُذّذَ
– ترى الحرامَ حلالٌ من مُنكرٍ وكذا
– وترى الشبابَ بكُفرهم مُتلذِّذا
– وترى الصبايا كالسبايا من ذا لذا
– وترى الصديقَ بجِبِّهِ قد شحّذا
– سِكِّينَ غدرٍ بالخيانةِ يُغتذى
– وترى الغنيَّ بشهوةٍ قد فلّذَ
– كَبِدَ الفقيرِ وقبل أكْلِه عوّذَ
– وترى الفقيرَ بدرهمٍ قال الشّذا
– وببطنهِ الحبلُ منه القليلُ جُذِّذَ
– أين عليٌّ وعُمر أين الوليدُ مُنقِذا
– لو سُبِّقتْ أيّامُنا أيّامُهم كُنّا قذى
– لو حكّموا في وضعنا من ديننا نُبَّذا
– إنّي أقولُ و كُلّ قولي مُنَجّذَ
– واسمع حديثي فإنَّ فيه المنفذَ
– لا بارك الله بأُمّةٍ مُشذّذة
– فيها الفُسُوق كما المُجُون مُحبّذا
– فيها ادعاءٌ بالتّدينِ شعوذة
– فيها حلالٌ مسلمٌ يتبوّذَ
– فاسمع لطفلٍ في الحياةِ تتلمذَ
– واترك معاني الخُبث فيها وانبُذَ
– واتْبَع نبيَّكَ خير من تأستذَ
– يحوي المكارمَ وأصالةَ جُهبُذَ

 

بقلمي
كُتبت هذي القصيدة ردّاً على واقعٍ آلمني

 

هكذا الحياة هاك

قياسي

هكذا الحياة هاك –
تأخذ منّا الثواني  –
ثانة بعد الثواني  
تقتل الحلم بصرخة –
وتحول في ظلامي
تسلب الحب وعُمرَ –
ضاع عمري وغرامي
ترسم الدنيا زماناً –
صامتاً لا كون زاهي 
أسوداً لا حلم باقي
آملاً فالأمل طاغي
راجياً أرجو دعائي
دقّ باب الفرج أتِ
ف وربي قد أناجي
لي حبيبٌ عنه عاصي –
كان كلّي واهتمامي
وخفاقي وهيامي
صار جرحي وختامي –
ونزيفي في التئامِ
مات شعري بالوقوف –
حين بالخطوط دامي
شمس حبي في كسوف –
كيف بالعشق أنادي
مات شوقي في ظروف  –
كيف في حجرٍ أعاني
أنت لا تدري بأني  –
لا أخاف ابتعادك
بل أخاف أغترابك
وأخاف اغترابي
حين في العين سرابك
أنت لاتدري بأني  –
كلّ ثانة عني تمضي
مرّ دهرٌ بي وقربي
وأنا في قلبي أمضي
مذ عساك قد نساني
هكذا الحياة هاك –
أرجو بعدك ورضاك

بقلم زهير بربور                                      

أمرّ بوجهكِ

قياسي

أمرّ باسمك اذ تدلفين الهوى –
. كما يمرّ ظمآنٌ من نهرٍ جوى –
واكتبه حرفاً تائها يرجو النوى –
فيلفظ نجماً ساطعاً فوق السما –
وارسمه شكلاً ناقصاً أبلغه الهدى –
فيظهر شمساً اذا خبتِ الأجرام ما خبا
أمرّ بوجهك اذ تحيين اللّظى –
و كأس ماءٍ فيه تروين الظمى –
مشرقاً كشمعة في عتم الدُجى –
فأقول في نفسي ها قمري قد أتى –
لا أذكر من وقتي سوى يومٌ مضى –
تضحكين فيه لا أذكر ما الأسى –
ودمعك ينسال كأنه الندى –
واليد دافئةٌ ملساءٌ تُرى !؟ –
ام حنينٌ جائني في وقت الكرى ؟ –
ما اعتدت البكاء على مافاتني و ما ورى –
ولا اعتدت سُكرٍ أتيه وانا في غنى –
فكيف بالأمرين أبدؤهما ياترى –
وكُلّكِ في عقلي والقلب والحشا ؟ –
أمرّ بنزلكِ مساءٍ راح أو اغتدى –
وأدعو باسمك كلّ منادٍ قد دعا –
لا بارك الله من نادانا للعدى –
وادعو باسمك كلّ مناديٍ دعا –
فإن خبو اسمه فاسمك قد سما

هو والأحباب

قياسي

 ولقد أصابني في البلاء مُصابُ –
 .أبكيه دمعٌ و البكاءُ مُعابُ 
 أرثو لنفسي فناءَ نفسٍ مرغما –
.تمشي و بين العالمين تُهابُ 
 من أين أدخل في مدحك ياترى –
.والشمس أنت و نحنُ كُنّا الحطابُ
الجمع في حضرته خير شاهدٍ –
.ولبأسه في الأعراب يُرتابُ
والنجم في الفلَكِ تسبحُ ويحها –
.كيف السباحُ وفي السماءِ شهابُ
والقمر في سكنٍ يبكي و يشتاق –
. والصحب في مرضٍ يبكي وقد ذابوا
هو والأحباب في قلبي ساكنٌ –
. فغيابه ورحيله عندي عذابُ
قمرٌ دمشقيٌّ يسافر في دمي –
. ويطير في غيمةٍ يعلوها ضبابُ
ويحطُّ نزله في مقامٍٍ مُحمّدٍ –
. فجبينهُ أبيضٌ واليمين كتابُ
قد حدّه الكِبَرُ والسبعونَ قاطعه –
. مابال مرضٍ يُفتح له البابُ
قد خطّه الشيبُ والجلمود لا يثنى –
. يد الجرّاحِ اذ تثنى فتنسابُ
يجلسن في لهوٍ والأهل في سُكرٍ –
. وتحسبهم بأنهم والجلاّد أنسابُ
يمسكن الأمور من زمّاتِها  –
. كمُلوكٍ وهم في بابه حُجّابُ
يُطمئنَّ القلوب و ما تطمئنُّ –
. وصدقتهنَّ و وعدهنَّ كذّابُ
لا تحسبوهم يراعاً من قصبٍ –
. فهم في الجهل و الغيومُ خُبابُ
ماذا أقول ؟ فمي يفتش في مدحه –
. والمفردات حجارةٌ وترابُ
إن تُحصي أسباب الوداعِ كثيرةٌ –
. فرحيله مؤلمٌ وتيبّست أعشابُ
في ذمة الله وِحفظه أرجوك –
… فهو الختام وإليه حُسْنُ المأبُ 

لفلسطين أكتب……

قياسي



متى نلتقي من جديد 
ونقهر الحزن و الحديد
ونذكرُ ماضينا المجيد 
ونبجّل حاضرنا البعيد 
متى بعد القهر نأتي 
متى بعد الحزن نجيء 
صامدون في وجوه الطفولة 
صامدون 
وباقون على العهد لن نحيد 
فلسطين ناري 
فلسطين داري 
فلسطين تنزف
و الجرح امتلأ بالصديد 
صامدون في البراءة 
و الحجر من أيادينا لشهيد 
سلاحكم خوفكم
عتادُكم جُبنكم
وبأسنا النار و الحديد
رجالكم ، نساؤكم
أجدادكم و آباؤكم
كانوا في زمن التاريخ
بالماضي الحضيض
أين عُمر و أين الوليد 
و أين صلاح الدين 
في الحرب لشديد 
نامت عروبتنا
وماتت

و تركناها تنزف من الوريد 
لكِ الله يا فلسطين
فضمائرنا اليوم في نوم شريد

 

يقول مسافرٌ في الحب

قياسي

غيرت اسمي
و خارطتي
و نقلت عاصمة قلبي
من جهة الفؤاد
الى صوب عقلي .
غلّفتُ هذا القلب بمنديلها
وعطرته برحيق ثغرها
و رميته ،
قلت مقتبسا
انسى ما كتبت لها من غزل قديم
فهي لا تستحق قصيدة حتى لو مسروقة
حاربت النجوم نجماً نجماً.
لا ضوء اسطعُ من نجمِ قتيلتي .
اليوم ، تبكي النجوم و تسألني
لم سالمتنا يا جرحُ
ونحن نهوى قتالك .
اليوم ادع روحي امانةٌ في اضوائكم فاحفظوه .
قاتلت سكون القمر و اشعاع صورتها منعكس على ذاك القمر ،
قاتلته بالصمت و صرعني بالشوق .
اذهب بعيدا يا قمر
وخذ أحبابنا معك
و خذ نيرانهم معك
وخذ أفراحنا معك .
صارحت الغرام
هل انت تحب العذاب المحتم هكذا ؟
هل انت جريح حُبٍّ و قتيل هوى مثلنا ؟
هل انت من انت حين اعتراك يا غرامُ حُبنا ؟
يقول القائل في الغرام
أنا كلهم
أنا الغرام لكني فقدته
فأين لي من حبٍّ قتلته
و أعلنت حرب أزليا للمتحابين باسمي
باسم الغرام .
تركته … و لجأت للحُبِّ جدُّ الغرام
ناجدتك يا حبّ
اين وصلنا بهذا العشق تحت حضرة اسمكَ
اين رسينا بعد ان كُنّا في كنف المودة ساكناً
أنت أيضا يا حبّ ؟
أأنت أيضا تلوعت مثلنا ؟
أأنت أيضا رمتك الرياح مثلنا ؟
لا ياصديقي
أنا الحبّ نفسي أنا
لكن أنتم من تغيرتم
لعبتم بقدسية اسمي
ونرجس لفظي
غيرتم نكهة حُبّي
و لوعة شوقي
كسّرتمُ سُفن الحنين
و أخّرتم ساعة سهري
أنتم من تغيرتم
و أنا من تبرأ منكم .
اليوم
غلفت قلبي بمنديلها
و عطرته برحيق ثغرها
و غيرت اسمي و خارطتي
و رميته .
اكتفي هنا
ويمضي في سبيله
معتنقاً طريق حُبٍّ أخرى
يقول مسافر في الحب